درع بندقي

زُخرف الوجه الخارجي لهذا الترس - المصنوع من خشب مغطى بالجلد من كلا الجانبين، بشكل محدب شبه دائري - بحقل مركزي مطلي بطلاء أحمر نصف شفاف، يلقي الضوء على نمط الأرابيسك الغني الذي كان يُستخدم في زخرفة اللفائف المذهبة والمطلية المتشابكة مع أوراق المتسلقات الزهرية والخراطيش التي تتبع الطراز العثماني.
كانت الدروع ذات الزخارف الرائعة المطلية بالورنيش والمصقولة حسب الطراز التركي العثماني، تُصنع في البندقية حوالي 1600م. وكانت زخارفها تشبه الزخارف المستخدمة في تجليد الكتب العثمانية، وتعكس المهارات العالية والبراعة اليدوية لعمال الجلود من أبناء البندقية المتخصصين في صنع أغلفة الكتب والخوذات والدروع وجعبات الأسهم التي كانت تتابع تقاليد وتقنيات صناعة الجلود العثمانية عن كثب. ربما ظهرت هذه النزعة في صناعة الدروع والأسلحة المستوحاة من العهد العثماني في أوروبا بعد الحروب التركية في القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، وهو الوقت الذي كانت فيه مدينتا البندقية وإسطنبول تشتركان في علاقات دبلوماسية وثيقة. استُخدم هذا الترس على الأرجح في المناسبات الاحتفالية، كنوع من الملحقات التزيينية لتقليد الزي التركي.