حجر شطرنج من الزجاج الفسيفسائي

تختلف قطع الشطرنج والألعاب من العالم الإسلامي في الشكل والمواد: يمكن أن تظهر كشكل معقد أو بشكل تجريدي بسيط من مواد مختلفة مثل الزجاج أو العاج أو الحجر. حجر اللعب هذا عبارة عن قبة مخروطية الشكل مصنوعة من حلقات زجاجية حمراء وزرقاء وخضراء وبيضاء. يؤكد اكتشاف بقايا من زجاج الفسيفساء أو زجاج ميلفيوري والبلاط في آثار قصر الجوسق الخاقاني، القصر العباسي الذي بناه الخليفة المعتصم بين عاميّ 836 -842م في مدينة سامراء، إنتاج القطع الزجاجية باستخدام هذا الأسلوب العتيق، والذي أُعيد إحياؤه في القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي. في هذا الأسلوب، يتم دمج قضبان زجاجية ملونة مختلفة معاً لتشكيل وحدات أكبر، ثم يتم تقطيعها إلى حليات دائرية أصغر. توضع هذه القطع في قالب ليتم صهرها معاً. تُظهر نتيجة هذه الأسلوب نقشاً ملوناً يذكرنا بألف زهرة كما تشير كلمة ميليفيوري. حظيت هذه التقنية - التي تستغرق وقتاً طويلا، وتعود جذورها إلى الأساليب الرومانية – بشعبية وإقبال استمرا لفترة قصيرة خلال الفترة العباسية المبكرة، وكان هذا بمثابة انطلاقة نحو تصنيع قطع مثل حجارة الألعاب والأطباق المسطحة والسلطانيات والبلاط.