صندوق عاجي منحوت

تتكون هذه العلبة المستطيلة الشكل من رقائق عاجية مقطعة إلى شرائح رفيعة مثبتة مع أوتاد رفيعة. تساعد ثلاثة حوامل من النحاس المذهب ولوحة قفل مستطيلة على إحكام غطاء العلبة. كان السطح الخارجي للعلبة مزيناً بزخارف مطلية ومذهبة، تتكون على الأرجح من دوائر بها زخرفة نباتات و "أرابيسك" وحيوانات والتي أصبحت الآن شبه مهترئة. تنتمي هذه العلبة إلى مجموعة من حوالي مئتي علبة من العاج المطلي والمنسوب إلى القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي، في صقلية. على عكس العاج المنحوت، كانت هذه العلب أرخص وأقل استهلاكاً للوقت في التصنيع. كان يُعتقد أنها تُشكل جزءاً من "الإنتاج الضخم" الأكبر للعاج المصنوع في صقلية في العصور الوسطى. خلال هذه الفترة، تم استيراد العاج الخام من غرب إفريقيا عبر الطرق التجارية التي يسيطر عليها الحكام الفاطميون في مصر. قد تكون القطع العاجية كهذه العلبة أنتجت لأفراد النبلاء النورمانديين الذين كانوا قادرين على تحمل تكلفة المواد الفاخرة التي صنعت منها، والذين كانوا يجتمعون في حلقات وكانت الجماليات الإسلامية رائجة حينها في عهد روجر الثاني (حكم من 524 إلى 549هـ / من 1130 إلى 1154م) وخلفاؤه. لم يكن غريباً أن يُقدِّم النبلاء مثل هذه العلب إلى الكنائس، حيث تم الاحتفاظ بالعديد منها كذخائر إلى يومنا هذا.