قارورة زجاجية مصنوعة بتقنية القطع والنفخ

تعتبر هذه القنينة أو المرشة بجسمها الكروي وعنقها الممدود والمضلع وحافتها المحفوظة بالكامل نموذجاً كلاسيكياً يمثل الأسلوب القديم في العمل على الزجاج البارد الذي استمر في العصر الإسلامي: زخرفة زجاجية بعجلات قطع الزجاج. تم نفخ الزجاج في البداية بالشكل المطلوب، وبعد ذلك وبمجرد أن أصبح بارداً تم قطع الجسم وتشكيله باستخدام أداة يدوية أو مساحيق كاشطة لقطع الأحجار الكريمة. وأُثبت أن هذه التقنية كانت تستخدم بشكل كبير في صناعة الأواني الزجاجية الإيرانية قبل الإسلام، والتي كانت ذات قيمة كبيرة في التبادل التجاري في جميع أنحاء آسيا قبل ظهور الإسلام. القنينة مزخرفة بصفوف من الأوجه الدائرية في شكل نمط "خلية النحل". يتمثَّل الشكل الزخرفي الرئيسي في خيال الظل للعناصر البارزة. إنها قطعة أنيقة من حيث الشكل وشفافية الزجاج (المغطى الآن بطبقة قزحية اللون ناتجة عن بقائها فترة طويلة في التربة) وهي مفضلة على الكثير من الزخارف التطبيقية والمرسومة. تم إنتاج هذا النوع من الأواني في إيران وظل رائجاً بين القرنين الثاني والسادس الهجريين / الثامن والثالث عشر الميلاديين. إن استخدام الزخرفة البسيطة والزجاج عديم اللون إنما يعكس أذواق الناس الذين عاشوا في المناطق الشرقية. ومع ذلك، فإن تأريخ ونسب القطع الزجاجية الإسلامية من هذه الفترة يظل مهمة صعبة إلى حد ما.