يطغان

يعود تاريخ هذا اليطغان إلى زمن الامبراطورية العثمانية وهو أقدم يطغان معروف، ويُعتقد أنّه صُنع بتكليف من السلطان بايزيد الثاني (ص. 885-917 هـ/ ص. 1481-1512 م.). واليطغان هو قطعة من السلاح الأبيض التركي المتميز، شاع استخدامه من قبل قوات النخبة في الجيش العثماني (الجيش الإنكشاري) من منتصف القرن التاسع وحتى الثالث عشر هجري (منتصف القرن الخامس عشر حتى القرن التاسع عشر ميلادي). يجمع اليطغان في تصميمه بين السكين والسيف، وهو سيف ذو حدٍّ واحد مصنوع من الفولاذ الصلب، وحافة محدبة بانحناءة إلى الأمام، ومقبض مصنوع من صفيحتين خشبيتين باللون الداكن. تزيّن ذراع السيف صفائح ذهبية بنقوش الأزهار المحفورة بدقّة متناهية وميداليات مزخرفة بزخارف النيلو. ويظهر على جانبي النصل نقش نمطي مطليّ بالذهب، تمّ تنفيذه بدقّة باستخدام خط الثلث، وهو يحمل اسم السلطان، مالك السيف واسم صانعه، بالإضافة إلى بعض الأدعية التبريكية والنقوش الكتابية التي تعدّد مناقب السلطان. وأبرز هذه النقوش هي اسم مالك اليطغان الذي يُدعى هرسك زاده أحمد باشا (860/861-923 هـ/1456-1517 م)، وهو من نبلاء صربيا، اعتنق الإسلام، وكان الابن الأصغر لدوق الهرسك الأكبر. وقد خدم تحت لواء كل من السلطان العثماني محمد الثاني (835-886 هـ/1432-1481 م) - المعروف باسم محمد الفاتح – والسلطان بايزيد الثاني. وقد شغل العديد من المناصب المرموقة، منها سنجق بك (متصرّف) على مدينة بورصة، ومنصب بكلربك (بك البكوات أو سيّد السادة) للأناضول، ليتولى فيما بعد منصب الصدر الأعظم. وكان متزوجاً من ابنة بايزيد الثاني. استحقت إنجازاته العديدة التقدير الذي تجلّى في تكليفه من قبل السلطان لتصميم هذا السيف المعروض الذي قام بصنعه في مصنع المعادن الخاص به في إسطنبول. وتوجد اليوم ثلاثة سيوف يطغان مماثلة مصنوعة في نفس المصنع. وتضم المجموعة سيف في متحف توب كابي سراي، وآخر في مؤسسة الفروسية للفنون، والثالث في متحف المتروبوليتان للفنون.