كوز 

يُعتبر هذه الكوز الصغير نموذجاً ممتازاً لكل من المهارة التقنية والصقل الفني، الأمر الذي يجعله واحد من أفضل القطع الباقية من الأعمال المعدنية العثمانية من القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي. كان الكوز، والذي كان جزءاً من الخزنة الإمبراطورية يحمل طغرة (طابع ملكي عثماني) سليمان القانوني (حكم في 926هـ -974هـ / 1520م - 1566م) على الجزء الداخلي من غطائه. مصبوب في شكل بصلي برقبة أسطوانية وغطاء مخروطي مسطح، ومقبض تنين على شكل الحرف "S" - مصبوب وملحم بشكل منفصل - السطح بالكامل منقوش ومحفور ومثقب بنمط من اللفائف المتموجة والسعيفات المنقسمة. يوضح هذا الكوز تناغم التأثيرات الزخرفية والتقنية التي ترمز إلى أسلوب حكم سليمان: مع اعتبار الضم العسكري لمنطقة البلقان في منتصف القرن التاسع الهجري / منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، كان للبلاط العثماني إمكانية الوصول المباشر إلى مناجم الفضة الغنية في البوسنة وصربيا، التي حُملت إلى اسطنبول إلى جانب صانعي الفضة من ذوي المهارات العالية. الحملات التي شنها العثمانيون على الشرق أدت أيضاً إلى تدفق الحرفيين والمصنوعات اليدوية من بلاد فارس الصفوية ومعاقل خراسان التيمورية السابقة. تصف المصادر المكتوبة كيفية ربط الأباريق ذات الشكل المماثل بالعديد من نوافير الشرب الموجودة في القصور العثمانية.