التحدث عن الشيء

يعتبر فاتح المُدرّس من أحد أبرز رموز الفن السوري الحديث، حيث يعكس عمله التطور الاجتماعي والسياسي للبلاد في سياق قومي عروبي. سعى المُدرّس في ممارسته الفنية إلى تطوير لغة فنية مستوحاة من تاريخ سوريا القديم، والتي يمكن أن تساهم في القوة الثقافية للدولة العربية حديثة النشأة آنذاك.

في لوحته "التحدث عن الشيء"، تعامل المُدرّس مع اللوحة وكأنها جدار، مستوحياً جماليات الرسم من عصر آشور القديم. باستخدام لوحة ألوان باستيلية، رسم المُدرّس مجموعة من الأشخاص بأسلوب شبه تجريدي، حيث اختزل الأجساد والسمات إلى خطوط وأشكال بسيطة. يشير هؤلاء الأشخاص، الذين يشبهون التماثيل الطوطمية، إلى النحت الآشوري التقليدي وفن الأيقونات المسيحي الشرقي.

من خلال الجمع بين العديد من التقاليد الفنية، أبرز فاتح المُدرّس قوة الهوية الثقافية السورية، متغنّياً بتاريخها القديم الغني وتنوعها الديني.