دورق إشعال 

نُحت دورق الإشعال هذا من العاج ونفِّذت زخارفه بإتقان لإبراز الإنحناء الطبيعي لناب الفيل. تتألف قاعدة الدورق من رسمٍ لنمرٍ يهاجم ظبياً يحيط به رأسان لكباش، بينما باقي الدورق منحوتٌ بأشكال حيوانات مختلفة بشكل متداخل تتضمن الفيلة والنمور والقرود ورؤوس الظباء وجلد الغزال. يحتوي هذا الدورق على بارود حبيّبي ناعم يُستخدم لتفجير (أو تحضير) الشحنة الرئيسية في فوهة البندقية. البارود هو اختراع صيني يعود إلى القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، انتشر في معظم أنحاء أوراسيا بحلول القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي ووصل إلى شبه القارة الهندية عن طريق الأتراك المغول حوالي عام 802هـ / 1400م. كان استخدام البارود السبب في تمكين مؤسس الإمبراطورية المغولية بابور (887 -937هـ / 1483- 1530 م) من هزيمة
حاكم سلطنة دلهي إبراهيم لودي في معركة بانيبات الحاسمة عام 932هـ / 1526م، حيث أعلن مطالبته بالأرض وأسس الحكم المغولي رسمياً (932 - 1274هـ / 1526 - 1857م). توحي الزخرفة التفصيلية على هذا الدورق باستخدامه من قبل الطبقة الراقية أو أفراد العائلة المالكة في المجتمع المغولي، وقد استخدم على الأرجح للصيد الملكي. إنَّ الزخرفة الحيوانية لهذا الدورق مستوحاة من الرسوم المركبة والمنمنمة للحيوانات، وهي الفكرة الرائجة للفنانين في تزيين البلاط المغولي في ذلك الوقت.