مخطوطة عثمانية من القرآن

هذه النسخة من المصحف هي إحدى نماذج إنتاج المصاحف في تركيا في القرن الثالث عشر الهجري / القرن التاسع عشر الميلادي، وهي تحمل واجهتين من الذهب ومزينة بنمط الروكوكو بنباتات زرقاء ووردية. على الرغم من أن دور المصاحف في العالم الإسلامي عقائدي بشكل أساسي، إلا أن بعض النماذج من المصاحف العثمانية التي تم نسخها في الورش الإمبراطورية مثل هذا النموذج تحمل صوراً للأماكن المقدسة، مما يدل على الأهمية التي كان يمنحها البلاط العثماني لكل من مكة والمدينة ولا سيما مع وضع دور السلطان في الاعتبار كونه خادم الحرمين منذ فتح الحجاز عام 922هـ / 1516م. كانت المصاحف أيضاً من بين الهدايا التي تنقلها قافلة الحج المنطلقة من دمشق والقاهرة إلى الأماكن المقدسة في مكة والمدينة. في هذه المخطوطة، تم إرفاق رسومات لمكة والمدينة في خراطيش صغيرة على واجهة المصحف، واستُخدِم أسلوب منظور عين الطائر تأثُّراً بالمطبوعات الأوروبية، ويذكرنا بتبني الفضاء التصويري ثلاثي الأبعاد من القرن الثاني عشر الميلادي / القرن الثامن عشر الميلادي وما بعده، كما يظهر في رسومات المناظر الطبيعية في الديكورات الداخلية للمنازل العثمانية. هذه النسخة من القرآن موقعة ومؤرخة من قبل امرأتين: الناسخة فاطمة بنت عبد الله، والمزخرفة منال كجك. ويوضح هذا الأمر حضور المرأة ودورها في انتاج المخطوطات في ورش العمل.