نصف صرد أموي من شمال إفريقيا

تُعد المسكوكات المتداولة والمستخدمة بشكلٍ يومي، أقدم ما يشهد على تأسيس الدول الإسلامية وتطور التجارة. استخدم الحكام المسلمون في البداية العملات البيزنطية والساسانية قبل سك عملتهم الخاصة. تم سك نوع جديد من العملات الذهبية محلياً في شمال أفريقيا، بعد احتلال قرطاج عام 79هـ (698 م). كانت هذه العملة تتبع العملة البيزنطية، متجاهلةً الإصلاح الذي أعلن عنه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (حكم من 65 إلى 86هـ / من 685 إلى705م) عام 77هـ (696 م). نص الإصلاح على حظر أي شكلٍ من أشكال الصور والرموز الملكية، والمأثورات الدينية المسيحية المتعلقة بالدينار البيزنطي، وأدخل اتفاقياتٍ جديدة على مدى القرون التالية. تُعتبر هذه القطعة مثالاً على المسكوكات التي استُخدمت في شمال إفريقيا بين عامي 79هـ و97هـ (698 – 715م)، والتي عليها نقوش لاتينية مختصرة عن التوحيد، ليتمكن المسيحيون والمسلمون من استخدامها. تتبع هذه المسكوكة شكل وملامح نِصْف الصَرْد البيزنطي (عملة ذهبية كانت متداولة أيام الإمبراطورية الرومانية الشرقية): على ظهرها، عمود يعلوه قضيب على ثلاث درجات ونقطة في الأسفل، وتمثل العلامة، الإمبراطور البيزنطي مع وريثه هرقل.