فانوس مسجد 

من المرجَّح أن يكون فانوس المسجد هذا قد صُنع لمسجد ومدرسة السلطان المملوكي الملك الظاهر سيف الدين برقوق في القاهرة، والذي اكتمل بناؤه عام 788هـ / 1386م. وهو يقدم زخرفة نموذجية للمصابيح الزجاجية التي صُنعت في تلك الفترة بنقوش من المينا الأزرق مع تذهيب العنق على خلفية زرقاء وزخارف زهرية متشابكة على الجسم الكروي. يُذكر الملك الظاهر سيف الدين برقوق مرتين في النقوش المكتوبة على بدن الفانوس وفي الرصائع الدائرية الموجودة على العنق. النقش الأزرق على العنق هو الآية 35 من سورة النور (القرآن 24)، " (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ) ". غالباً ما تُستخدم هذه الآية لتزيين المصابيح وتؤكد على الجانب الحسي النوراني للنص القرآني. تطلبت المساحات الكبيرة في المساجد والمدارس التي أسسها المماليك خلال القرن الثامن الهجري / القرن الرابع عشر الميلادي إضاءة وفيرة: دفعت هذه الحاجة إلى إنتاج المصابيح المعلقة في مصر وسوريا، وهي تفسر العدد الكبير نسبياً من الفوانيس الباقية في الوقت الحاضر.