سلطانية من الزجاج والفسيفساء

إنَّ اكتشاف بقايا من الزجاج الفسيفسائي أو زجاج الميلفيوري والبلاط في آثار جوسق الخاقاني - القصر العباسي الذي بناه الخليفة المعتصم في سامراء في الفترة من 221 – 228هـ / 836 – 842م يؤكد على إنتاج القطع الزجاجية باستخدام هذه التقنية العتيقة التي اُعيد إحياؤها في القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي. في هذه التقنية، يتم دمج قضبان زجاجية ملونة مختلفة معاً لتشكيل وحدات أكبر والتي يتم تقطيعها إلى حليات صغيرة بعد ذلك. ثم توضع هذه القطع في قالب لتذوب معاً. تُظهر نتيجة هذه التقنية نمطاً ملوناً يذكِّرنا بنمط "ألف زهرة" كما تشير كلمة ميلفيوري. كانت هذه التقنية الشاقَّة رائجة خلال أوائل العصر العباسي مشكلَّةً بداية لتصنيع تُحَف مثل قطع الألعاب والأطباق المسطحة والأوعية والبلاط وأوعية العطور أو مستحضرات التجميل. هذا النموذج المصنوع من حليات دائرية خضراء وحمراء اللون يذكِّرنا بأوانٍ مصغَّرة مماثلة تم إنشاؤها خلال العصر الروماني. ومع ذلك، فإن عدم وجود قاعدة قد يشير إلى أن هذه القطع الصغيرة كانت قد نُقِشت كجزء من زخرفة الهندسة المعمارية.