بلاطة أرضية زجاجية

تُظهِر هذه البلاطة طبقة سميكة من الزجاج الأخضر الشفاف مصحوبة بطبقة أرق من زجاج الفسيفساء متعدد الألوان. قد تكون هذا البلاطة ونسبةً لتركيبتها هي النموذج الوحيد المعروف لزخرفة الأرضيات في مدينة سامراء. ظهرت تقنية الفسيفساء أو الميلفيوري (ألف زهرة) في مدينة سامراء عاصمة الخلافة العباسية بين العامين 221هـ و 279هـ (836م و 892م). كانت هذه التقنية معروفة في مصر في الألفية الثانية قبل الميلاد، ثم عُرِفت في روما والإسكندرية في القرن الثاني قبل الميلاد. تم استخدام الزجاج الموجود في سامراء والذي يوجد بعضه في قصر الجوسق الخاقاني بأشكال مختلفة وارتبط بألواح الجص الملّون والبلاط الخزفي اللامع والرسومات في حلقة زخرفية معقدة. يُعطي وصف فن العمارة المذكور في الشعر العباسي في مدينة سامراء أهمية كبيرة للارتفاع والسطوع، ويرتبط ذلك جزئياً باستخدام مواد مثل الزجاج أو المواد اللامعة. توحي زخارف البلاط بتصوُّر مُصَمَّم لإبهار الزائر ولإيحاء فكرة التسلسل الهرمي المكاني في تنظيم الاحتفالات الرسمية حيث يكون خلالها الوصول إلى قاعة الجمهور سهلاً لمجموعة مختارة من الضيوف.