صفحة من مصحف بالخط الكوفي 

كانت الفترة العباسية فترةً مهمة لتطور فنون الكتاب عبر العالم الإسلامي، وأصبحت المخطوطات القرآنية مجالاً مثالياً للتجارب الشكلية والجمالية من قِبَل الخطاطين والمزخرفين. تُظهر هذه الصفحة المأخوذة من نسخة مشتتة من القرآن على رق مرحلة لاحقة في تطوير الصفحة القرآنية، والتي أدت في النهاية إلى العودة للتنسيق الرأسي (كودكس) للصفحة وكتابة الخط بشكلٍ أكثر وضوحاً. اعتمد الخطاط هنا، أسلوب الخط الكوفي الذي يبدو أكثر وضوحاً عند مقارنته بالأمثلة السابقة ويظهر ارتفاعاً عمودياً أقوى. شكل بعض الحروف، مثل الهيكل المنحني للَّلام ألف، يرتبط بشكل خاص بأمثلة لاحقة في خط النمط الجديد، وهو شكل من أشكال الخط الزاويّ، الذي تم اعتماده بشكل أساسي، ولكن ليس حصري، في المناطق الشرقية من العالم الإسلامي. تتضح نية الخطاط، في هذه الصفحة، بإعطاء النص حضوراً قوياً وبُعداً تصويرياً.