تشريح جثة مدينة في بيروت

تقدم الفنانة لمياء جريج أعمالاً تركيبية وصوراً وأفلاماً تستكشف سرديات الذاكرة والمواد لتعكس تاريخ بلدها، لبنان. من أبرز أعمالها "بيروت: تشريح جثة مدينة" (2010)، وهو عمل تركيبي متعدد الوسائط يتألف من ثلاثة فصول: "تاريخ الاختفاء المحتمل لبيروت"، "بيروت، 1001 منظر"، و"بيروت، 2058". يتأرجح هذا العمل الفني في تحولّات ترى فيها الفنانة بعين شاعر تارة، وتارة بعين عالم آثار، متنقلة بين الصورة المعاصرة والوثائق التاريخية.

تسرد جريج قصص الفتوحات والهزائم التي رسمت ملامح بيروت، بما فيها ذكريات وتجارب من الحرب الأهلية وحرب لبنان عام 2006، وتنسجها ببراعة لإنتاج عمل فني يلامس الوجدان. يرتكز العمل في أساسه على حقائق التاريخ والواقع، لكنه لا يتردد في خوض مغامرة تجمع بين التوثيق والخيال، مسلطاً ضوءاً على سرديات شخصية وأحداث تاريخية لم يُكتب عنها الكثير قبلاً، وبأسلوب متفلّت من قيود التسلسل.